بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة فيها عبرة
شرف صحبة الأخيار
وشرف أهل الحديث
ترجمة فيها عبرة
شرف صحبة الأخيار
وشرف أهل الحديث
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد:
فقد مر معي اليوم ترجمة راوي فيها عبرة
اسمه الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة
توفي عام 493هـ
قالوا في ترجمته
كان رجلا صالحا في نفسه
واتهمه بعضهم بالرفض
وكان فقيرا عفيفا
من أولاد المحدثين
وقيل:
كان شيخا صالحا،
ولا يعرف شيئا ما من الحديث،
كان عاميا خاليا من العلم والفهم
وقال الذهبي عنه: كان ناطور حمام
ومن اللطائف: أنه كان يلقب
بالحافظ
لا لحفظه الحديث ولكن لأنه كان يحفظ الثياب للداخلين إلى
الحمام
ويلقب بالثيابي لذلك
امتنع جماعة من الأخذ عنه
ولكن
أقبل على الأخذ عنه جماعة كثيرون
...
... فقد ازدحم عليه العلماء من الأمصار
وروى عنه المئات من
العلماء وحفاظ الآثار
وذكر السمعاني أنه روى عنه جماعة من أهل:
أصبهان
والموصل
ومكة
وبغداد
وهراة
ومرو
ثم قال... وجماعة كثيرة
سواهم قريبا من أربعين نفسا
هذا الرواي
كان من أبناء المحدثين
حرص جده عليه في صغره فكان يصحبه إلى
مجالس المحدثين
فسمع الكثير من الكتب
ثم عاش وعُمرَّ حتى احتاج الناس إلى القراءة عليه لعلو سنده
فسمع منه الحفاظ، وحدث
بالكثير، وانتشرت الرواية عنه.
وترخصوا في الأخذ عنه
لأنه كما قيل
إنما يؤخذ عنه أجزاء معروفة مضبوطة
يوجد سماعه عليها بخط من
يوثق به
لقد خلد الله ذكره فتجده في جل أسانيد الناس اليوم
بركة الحديث وصحبة أهله
فما أعظم الحديث وأهله
....
من صاحب الأشراف صار مشرّفا *** ومُصاحبُ الأنذال غيرُ مشرّفِ
أوما ترى الجلد الحقير مُقبَّلا*** بالثغرٍ لما صار جلد المصحف!!
[مع التحفظ على تقبيل المصحف]
...
عليك بأرباب الصدور , فمن غدا.. مضافاً لأرباب الصدور تَصَدّرا
وإياك أن ترضى صحابة ناقص.. فتنحط قدراً من علاك , وتُحْقَرَا
فرفع " أبو من " ثم خفض مزمل.. يبين قولي , مُغرياً ومُحَذِّرا
...
وهذه الأبيات أشار فيها الشاعر بقوله : " أبو من " إلى أن الاسم يكتسب الصدارة إذا أضيف إلى اسم استفهام.
وأشار بقوله : " ثم خفض مزمل "
إلى بيت امرئ القيس :
كأن ثبيراً، في عرانين وبله ........ كبيرُ أناس في بجادِ مزملِ
فــــــ " مزمل " صفة لـ " كبير "
لكنها جرت لما جاورت كلمة مجرورة .
وعلى هذا فقد حذر من أن يحل
بالإنسان , إذا صاحب أهل الدناءة ,
ما حل بمزمل حين جاورت كلمة مجرورة ,
ويغري السامع أن يصاحب أهل الرتب والشرف , كالمضاف إلى اسم
الاستفهام الذي تصدر لمصاحبته له
.وقيل أيضا:
من لم تجانسه فاحذر ان تجالسه
ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق