السبت، 23 يناير 2021

 

أثر عن ابن عمر رضي الله عنهما في أذكار دبر الصلوات والنوم

قال ابن أبي شيبة في الـمصنف (6/ 32) رقم (29256):
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ طَيْسَلَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما
 قَالَ:

«مَنْ قَالَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ:
 اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا عَدَدَ الشَّفْعِ، وَالْوِتْرِ، وَكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الطَّيِّبَاتِ الْمُبَارَكَاتِ، ثَلَاثًا،
وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ،
 كُنَّ لَهُ فِي قَبْرِهِ نُورًا، وَعَلَى الْجِسْرِ نُورًا، وَعَلَى الصِّرَاطِ نُورًا حَتَّى يُدْخِلْنَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ
»
.

إسناده صحيح. رجاله ثقات. وهو موقوف وله حكم الرفع.

1-    يزيد بن هارون الواسطي ثقة روى له الجماعة.

2-    ومسعر هو ابن كدام أبو سلمة الكوفي أحد الأعلام ثقة ثبت روى له الجماعة

3-    ومحمد بن عبد الرحمن هو القرشي التيمي الكوفي، مولى آل طلحة بن عبيد الله ثقة روى له الجماعة إلا البخاري فروى له في الأدب المفرد.

4-     وطَيْسَلَة هو ابن علي ويقال ابن مَيَّاس البهدلي.([1])، السلمي([2]) اليمامي([3])؛

وقيل: النهدي -بدل البهدلي-؛

قال البخاري: "والنهدي" لا يصح([4]).

وقيل الهذلي، قال الحافظ وهو تصحيف([5])

وقال الحافظ: طَيْسَلَة: وهو بفتح الطاء المهملة وسكون التحتانية وفتح السين المهملة وتخفيف اللام-، ووهم من قدم اللام على السين، وهو: ابن مَيَّاس -بفتح الميم وتشديد التحتانية وآخره مهملة- ([6])،

قال الحافظ أبو بكر البرديجي: ومياس لقب وهو طيسلة بن علي الحنفي. ([7])

وقال الحافظ ابن كثير: وقال شيخنا أبو الحجاج في التهذيب([8]): هما اثنان، ‌طيلسة بن علي، وثقه ابن معين وابن حبان، وطيلسة بن مياس، وثقه ابن حبان ا.هـ ([9])

وشنَّعَ الحافظُ علاء الدين مغلطاي على الحافظَ المزي في ذلك([10]).

وعرضت المسألة على الحافظ تقي الدين السبكي فبين مأخذ المزي في التفريق، ومأخذ غيره في الجمع مقررا أن لا وجه للتشنيع على كل من الفريقين. ثم قال: وَلَكِن كَلَام البرديجي متين حسن فِيهِ زِيَادَة فَائِدَة ...ثم قال: وَقَول البرديجي قد لَا يُوَافق عَلَيْهِ وَهَذَا إِنَّمَا قُلْنَاهُ لبَيَان أَنه فِيهِ احْتِمَال مَا، والبرديجي إِمَام موثوق بِهِ وَالْأولَى الرُّجُوع إِلَى قَوْله مَا لم يتَبَيَّن خِلَافه. ا.هـ ([11])

 وقال الحافظ ابن حجر: وجعله المزي ترجمتين ... والذي يترجح أنه واحد. ([12]) وعلى عدم التفريق جرى جماعة من العلماء منهم:

البخاري في تاريخه ([13])،

وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ([14])،

ويعقوب بن سفيان في تاريخه ([15])،

وابن شاهين في الثقات ([16])،

وابن عبد البر في التمهيد ([17])،

وابن كثير في تحفة الطالب ([18]).

وابن رجب في الفتح: وقال: وجعلهما ابن حبان اثنين، وذكرهما في ثقاته ([19])، وذكر أنهما يرويان عن ابن عمر. ([20])

قلت: وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار" طيلسة بن علي البهدلي ... وكان خيرا فاضلا ([21]).

ونقل ابن أبي حاتم عن ابن معين أنه قال عنه: ثقة ([22]).

وقال الحافظ في التقريب: مقبول ا.هـ([23])

يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث كما هو اصطلاحه المبين في مقدمة التقريب([24]).

وتعقِّب بتوثيق ابن معين له مع رواية جمع([25]) من الثقات عنه([26]).

وتعقب بأن توثيق ابن معين لهذه الطبقة فيه تساهل([27])

وقال المزي:

روى له البخاري في " الأدب " حديثين موقوفين. ([28])

وقال: وروى له أبو داود في كتاب "المسائل" حديثا واحدا موقوفا أن ابن عمر نزل الأراك يوم عرفة ([29]).



([1]) قال الحازمي في عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب (ص29): منسوب إلى بَهْدَلَة، بطن من تميم وهم رهط الزِّبرقان، وهو بهدلة بن عوف ابن كعب بن سعد بن زيد مناة، بطن من تميم ا.هـ

([2]) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 501) رقم (2205)

([3]) قاله ابن معين كما في المرجع السابق. وقال ابن حبان في الثقات (4/ 399) طَيْسَلَة بن عَليّ البهدلي من أهل الْيَمَامَة ا.هـ

([4]) التاريخ الكبير (4/ 367)

([5]) تهذيب التهذيب رقم (3050)

([6]) انظر: موافقة الخبر الخُبر في تخريج أحاديث المختصر (1/ 344)

([7]) كتاب "من روى عن النبي من الصحابة في الكبائر للبرديجي" ط مجلة الجامعة الإسلامية (ص163) أو (ص90) ط أطلس.

([8]) تهذيب الكمال في أسماء الرجال (13/ 467) رقم (2998و2999)

([9]) تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب (ص174)

([10]) إكمال تهذيب الكمال (7/ 95)

([11]) طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين سبكي (10/ 426)

([12]) موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر (1/ 344)

([13]) التاريخ الكبير للبخاري (4/ 367) رقم (‌‌٣١٧١)

([14]) الجرح والتعديل (4/ 501) رقم (٢٢٠٥)

([15]) قاله الحافظ في تهذيب التهذيب (5/ 36)

([16]) المرجع السابق. وانظر: تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين رقم (615)

([17]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» (5/ 70).

([18]) تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب (ص174)

([19]) الثقات لابن حبان (4/ 398و399) وفرق بين ابن علي وبين ابن مياس.

([20]) فتح الباري لابن رجب (7/ 398)

([21]) مشاهير علماء الأمصار (ص199) رقم: (٩٦٥)

([22]) الجرح والتعديل (4/ 501) رقم (٢٢٠٥) وانظر: فتح الباري لابن رجب (7/ 398)

([23]) تقريب التهذيب رقم (3050)

([24]) المرجع السابق (ص: 74)

([25]) وهم -كما في تهذيب الكمال في أسماء الرجال (13/ 467)- أيوب بن عتبة، وعكرمة بن عمار، ويحيى بن أبي كثير: اليماميون، وأبو معشر البراء. وزياد بن مخراق.

([26]) انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (6/941)، وتحرير تقريب التهذيب (2/ 163).

([27]) قال الـمعلمي في التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (1/ 255): ابن حبان قد يذكر في (الثقات) من يجد البخاري سماه في (تاريخه) من القدماء وإن لم يعرف ما روى وعمن روى ومن روى عنه، ولكن ابن حبان يشدد وربما تعنت فيمن وجد في روايته ما استنكر وإن كان الرجل معروفاً مكثرا والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء، وكذلك ابن سعد، وابن معين والنسائي وآخرون غيرهما يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم مستقيمة بأن يكون له فيما يروي متابع أو مشاهد، وإن لم يروا عنه إلا واحد ولم يبلغهم عنه إلا حديث واحد فممن وثقه ابن معين من هذا الضرب الأسقع بن الأسلع والحكم بن عبد الله البلوي ووهب بن جابر الخيواني وآخرون، ... وقد روى العوام بن حوشب عن الأسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد عن عبد الله بن عمرو بن العاص حديثاً ولا يعرف الأسود وحنظله إلا في تلك الرواية فوثقهما ابن معين وروى همام عن قتادة بن قدامة بن وبرة عن سمرة بن جندب حديثاً ولا يعرف قدامة إلا في هذه الرواية فوثقها ابن معين مع أن الحديث غريب وله علل آخر ...إلخ وهو بحث نفيس.

([28]) قال البخاري في الأدب المفرد (8) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي طَيْسَلَةُ بْنُ مَيَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّجَدَاتِ، فَأَصَبْتُ ذُنُوبًا لَا أَرَاهَا إِلَّا مِنَ الْكَبَائِرِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ مِنَ الْكَبَائِرِ، هُنَّ تِسْعٌ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ نَسَمَةٍ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَإِلْحَادٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَالَّذِي يَسْتَسْخِرُ، وَبُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ. قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: أَتَفْرَقُ النَّارَ، وَتُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قُلْتُ: إِي وَاللَّهِ، قَالَ: أَحَيٌّ وَالِدُكَ؟ قُلْتُ: عِنْدِي أُمِّي، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَوْ أَلَنْتَ لَهَا الْكَلَامَ، وَأَطْعَمْتَهَا الطَّعَامَ، لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مَا اجْتَنَبْتَ الْكَبَائِرَ. وقال أيضا (31): حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ طَيْسَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: بُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ وَالْكَبَائِرِ.

([29]) مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود السجستاني رقم (٧٨٥) قال: ثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ ‌طَيْسَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ «أَنَّ ابْنَ ‌عُمَرَ نَزَلَ الْأَرَاكَ يَوْمَ عَرَفَةَ».